Subscribe:
Happy Chinese New Year

السبت، 1 ديسمبر 2012

السنوات العجاف: بقلم بنت الطبيعة الدكتورة مرفت محرم



السنوات العجاف


وقف المفكر الإسلامى صاحب الرؤية التاريخية؛ متحدثاً لتلميذه عن الكوارث الطبيعية؛ التى تعرض لها المجتمع الإسلامى؛ عبر سنوات استثنائية؛ ساد خلالها القحط والمجاعات، وتهددت بسببها حياة البشرية؛ على نحو ما أوردته الكتب التاريخية:

ـ سنه 6 هجرية؛ اشتد الجدب فى المدينة، وبدأوا فى صلاة الاستسقاء... وفى سنة 7 هجرية؛ قحط وجفاف فى الحجاز (عام الرمادة)... وفى سنة 66 هجرية؛ وباء عظيم فى مصر ومجاعة... وسنة 197 هجرية؛ قحط شديد بالأندلس... وسنة 201 هجرية؛ مجاعة فى خراسان وهلاك كثير من الناس... وسنة 232 هجرية؛ قحط ومجاعة فى الأندلس استمرت حتى عام 233 وتكررت عام 251 هجرية... وسنة 331 هجرية؛ قحط وغلاء فى بغداد استمر 3 سنوات، أكل خلالها الناس الميتة، وتم بيع العقار بالرغيف... وسنة 346 هجرية؛ قحط وغلاء ومجاعة فى بغداد... وفى سنة 359 هجرية؛ اشتداد القحط والغلاء فى مصر... وسنة 378 هجرية؛ اشتداد المجاعة فى مصر فأودت بحياة كثير من الناس... وسنة 398 هجرية؛ غلاء ووباء فى مصر؛ أفنى كثيرا من الناس بسبب انخفاض ماء النيل لمدة 3 سنوات... وسنة 411 هجرية؛ قحط  وغلاء ومجاعة؛ حتى أكل الناس الكلاب والحمير... وسنة 428 هجرية؛ قحط وغلاء ومجاعة فى مصر امتدت 7 سنوات حتى سنة 435 هجرية... وسنة 448 هجرية؛ قحط شديد فى مصر... وسنة694 هجرية؛ قحط ومجاعة فى مصر أودت بحياة آلاف من الناس...

تعجب التلميذ مما أورده المفكر من معلومات؛ وأضاف لما فات تلك الكلمات:
ـ اسمح لى يا أستاذى العظيم أن أوضح مسألة جوهرية؛ تتلخص فى ضرورة التفرقة السببية؛ بين الكوارث الطبيعية، والكوارث التى نصنعها بأيدينا دون وعى أو بسوء نية؛ فتؤدى إلى كوارث حتمية؛ هى من صنع البشرية...

استحثه المفكر الإسلامى أن يوضح رأيه بجلاء؛ معجباً بتحليلاته المنطقية؛ المعبرة عن مخاوف حقيقية؛ نابعة من أساليبنا العشوائية الرعناء....

أضاف التلميذ وأجاب؛ وقد انتشى بهذا الإعجاب:
ـ لقد كنت فى بعثة تعليمية لأحد الدول الأوربية؛ عدت بعدها إلى قريتى الحبيبة؛ فوجدتها بحالة عجيبة وغريبة؛ فأخذتنى الدهشة إلى طريق مسدود؛ فقد حلت الكتل الخرسانية والرمال والطوب؛ محل أراضينا الزراعية.... تلك الأراضى التى كانت مصدرنا من القمح والفول والبرسيم والأرز وجميع الغلال؛ أضحت الآن على غير الحال الذى كان... أجزاء أضحت مقالب للقمامة ومأوى للحشرات والفئران، وأجزاء زرعت بالأعمدة الخرسانية استعدادا لإنشاء الأبراج والعمارات الشاهقة... مما يشكل اعتداءا صارخاً على قوتنا، وتهديدا لحياة ومستقبل أولادنا وأحفادنا....

أيده المفكر فيما قال، وزاد عليه بانفعال:
ـ إن السنوات العجاف؛ يصنعها من لايخاف الله؛ فيعتدى على مصدر الحياة؛ لتحقيق مآرب شخصية؛ على حساب مستقبل البشرية.
..............

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق