اللحظة الأخيرة: بقلم بنت الطبيعة الدكتورة مرفت محرم

اللحظة الأخيرة

عاشت حنان مع زوجها؛ حياة يغبطها عليها بنات جنسها؛ حياة ترفرف عليها أجنحة السعادة والهناء؛ رزقا خلالها بثلاثة أبناء: إبنة فى عمر الزهور الوديعة البديعة، وولدان هما أشرف وسعيد؛ يتطلعان نحو المستقبل القريب؛ ليصبحا رجلين لهما فى الحياة شأن جديد وفريد ...

غير أن دوام الحال من المحال؛ فقد شعر الزوج بما آل إليه مآل الأسعار الجنونية، وثقل المسئولية؛ فتبدلت تلك الحياة الوردية؛ لتصبح رمادية اللون... وجاء اليوم الذى فاض به الكيل واختل الميزان؛ فأضحى حاد الطبع وعصبى المزاج وعنفوانى الانفعال... فبدأت تدب بينهما المشاجرات الزوجية لأتفه الأسباب...

وفى صباح يوم لم تطلع فيه شمس؛ تحول الهمس إلى صياح:

ـ ـ أنا لا أملك إلا راتبى؛ لا أملك مصدراً للرزق غير وظيفتى؛ أفهمتى؟!... ماذا أفعل؟! هل أقطع نفسى؟! أأتاجر فى الحرام؟! أأتناول الرشاوى وأبيع شرفى وسمعتى وكرامتى ببعض المال؟!... ماذا تريدين منى؟!

ـ أنا لم أطلب منك شيئاً لنفسى بصفة شخصية؛ إنها الدروس الخصوصية؛ التى أضحت ضرورية  

أثناء اندلاع نيران المشاجرة الزوجية؛ صرخت الأم صرخة مدوية:

ـ أمل... أمل... أمل تلقى بنفسها من النافذة

وثب الأب مهرولاً نحوها؛ محاولاً اللحاق برجلها، وتشبثت الأم بحذائها.
......................

http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2012/12/19/280215.html