Subscribe:
Happy Chinese New Year

الاثنين، 1 أكتوبر 2012

الثروة المهدرة: بقلم بنت الطبيعة الدكتورة مرفت محرم



الثروة المهدرة


قبل موعد الندوة بساعات؛ أبدى الشاب البديع ـ المسمى ربيع ـ  الكثير من الاعتراضات؛ خصوصاً عندما علم أن الندوة الحالية تدعو للاستفادة من المخلفات... فقد خلط برؤيتة السياسية؛ بين موضوع المخلفات البيئية التى يمكن إعادة تدويرها، وبين مخلفات العصور البائدة؛ التى كانت سائدة؛ فى مجتمعاتها؛ والتى ثارت ضدها وأقصتها شعوبها عن حكمها؛ ولا يمكن إعادة تدويرها بحال من الأحوال...

بدأت الندوة التى كان شعارها: "من لا يحافظ على ثروته؛ لا يستحقها"... فذكر الخبير الاقتصادى الكبير؛ أن ثرواتنا الطبيعية؛ لا تقتصر على ما فى باطن الأرض المصرية؛ لكنها تمتد لتشمل تلك الثروة التى فوقها؛ والتى نفرط فيها ونهدرها، ولا نقدرها بقيمتها وقدرها؛ بل نستهين بها منتهى الاستهانة، ولعلكم تعلمون ما هى؟؛ إنها القمامة...

علت وجوه الحضور الدهشة والاستغراب؛ وشعروا بالضيق والانزعاج؛ وبدأوا يتهامسون بينهم وبين بعضهم؛ متأهبين للخروج من الباب؛ والهروب من هذا الكلام (العجب العجاب)!

شعر الاقتصادى الكبير بما يخالجهم من شعور؛ فقدم لهم فى سطور؛ بعض المعلومات الهامة؛ حول تلك القمامة التى استهانوا بها؛ وتعجبوا من أن تختص تلك الندوة بشأنها؛ فقال:

ـ إننا ننفق 5 مليار جنيه كل عام؛ للتخلص من القمامة المتراكمة فى كل مكان، دون الاستفادة منها؛ أو استخدام التكنولوجيا لإعادة تدويرها... علماً بأن مصانع التدوير قادرة فى وقت قصير؛ على توليد كهرباء تفوق إنتاج السد العالى الكبير... فإذا كان لدينا فى مصر 27 مليون طن قمامة فى العام؛ فلنا أن نتصور قيمة هذه الثروة الآن؛ لو أحسنا الاستخدام...

رفع أحد الحضور يده فى استئذان؛ مبدياً إعجابه بهذا الكلام؛ مشيراً باهتمام:

ـ هذا معناه؛ أن تتحول النقمة إلى نعمة؛ بفضل الله، ونتخلص من تلك المعاناة، التى نعانى منها بفعل تلك المخلفات، والتى تعد مرتعاً للفئران والحشرات؛ وجالبة للعديد من الأمراض الصحية، والمشكلات البيئية، فضلاً عن تلك المصروفات التى تعد بالمليارات؛ لمجرد التخلص منها فى مدافن النفايات... ولكن لى سؤال: ما المنتجات التى يمكن أن يخرجها التدوير، ويستفيد منها الغنى والفقير على حد سواء، غير الكهرباء؟

أعجب الخبير بهذا التفاعل الهام؛ وراح يجيب على هذا السؤال:

ـ أمامى تقرير أعده الزميل الكيميائى المصرى (خالد العشرى) جاء فيه: إن حجم المخلفات الصلبة من القمامة فى مصر يبلغ 58 ألف طن فى العام، فى حين ما يعاد تدويره لا يتعدى 20%، ويذكر أيضاً أن المخلفات الزراعية 52 مليون طن فى العام، وأن فى حالة إعادة تدوير 50% من المخلفات الزراعية ستحصل مصر على مجموعة من العوائد الاقتصاية سنويا؛ منها الحصول على طاقة البيوغاز بما يعادل 2،6 مليون طن، و 19،8 مليون طن من السماد العضوى، ومليون طن سوبر فوسفات، و541 ألف طن من سماد نترات الأمونيوم...

وبجدوى اقتصادية؛ فإن عملية التدوير إذا تمت بشكل صحيح 100%؛ فستوفر 180 مليار جنيه من العملة المصرية...

ثم أنهى الخبير ندوته بسؤال: إذا كانت الصين وتركيا والعديد من الدول الشرقية والغربية؛ قد استفادت من مخلفاتها فى مجالات عديدة؛ فهل تعجز مصر عن الاستفادة من ثرواتها المهدرة استفادة رشيدة؟!

وبعد انتهاء الندوة؛ ما زال يتردد السؤال: لم لا ؟!!
.....................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق