Subscribe:
Happy Chinese New Year

الاثنين، 1 أكتوبر 2012

طفل الضياع: بقلم بنت الطبيعة الدكتورة مرفت محرم



طفل الضياع


ظلت ترقبه من بعيد؛ فهو وليدها الوحيد الذى ألقت به أمام بيت من بيوت الله؛ رغبة فى إبقائه على قيد الحياة؛ بعد أن تخلى عنه وعنها من خدعها بقوله، وأوقعها فى حبه؛ وتزوجها زواجاً لا يحمله مسئولية؛ وغير مدون فى وثائق رسمية؛ فضاعت حقوقها الشرعية فى نسب المولود للحبيب المحبوب؛ الذى لاذ بالهروب، وتنكر لها، وتركها مكرهة على إقصاء وليدها؛ المحتاج لرعايتها وعطفها وحنانها....

خرج المصلون فرادى وجماعات؛ من المسجد الذى بات؛ حضناً كبيراً لوليدها الصغير؛ وهى ترقب من بعيد ما ينتظره من مصير؛ وقلبها يتمزق، ودمعها الغزير ينزف حزناً وألماً؛ بعد أن ذهبت السكرة، وجاءت العبرة...

امتدت يد مؤمنة حانية إليه، فأشفقت عليه؛ من أن تأكله الكلاب الضالة؛ بعد أن ألقت به قلوب ضالة تحكمت فيها الشهوة الجنسية، دون وازع من رقابة أسرية، أو خشية من تقاليد وأعراف مجتمعية، أو التزام بأوامر ونواهى دينية شرعية....

حمل قلبها بحمله له؛ بعيداً عنها بسلام وأمان؛ متجهاً به نحو ملجأ من ملاجىء الأيتام؛ التى اكتظت بضحايا من الجنسين؛ بشكل يمزق القلب ويدمى العين....

وهناك كانت تقف صحفية من صحفيات جريدة مشهورة؛ تُعد تحقيقاً عن تلك الظاهرة الخطيرة، التى لم تعد مقصورة على طبقة بعينها من الطبقات، أو فئة من الفئات، بل امتدت لتشمل بعض طلبة وطالبات الجامعات...

هكذا ذكرت الصحفية فى بداية تحقيقها، الذى تناول حوارها مع المسئولين وأولياء الأمور؛ الذين غاب دورهم عن مراقبة أبنائهم؛ فى ظل سفرهم وابتعادهم، أو وجودهم وانشغالهم....

وقد حذر التحقيق من وقوع كارثة مجتمعية؛ بسبب هذا الزواج العرفى الفظيع؛ الذى يترك آثاره السيئة على الجميع بلا استثناء؛ وطالب بعدة أمور؛ من بينها معالجة مشكلتى البطالة، وارتفاع المهور... والتوعية الدينية والرقابة الأسرية، وحظر المشاهد المثيرة للغرائز الجنسية من القنوات التلفزيونية....

ثم التقطت عدسة مصور الجريدة صورة فوتوغرافية قريبة؛ للوليد الجديد، وكتبوا تحتها ببنط عريض (طفل الضياع).
.............

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق